- ايمان بلمداني
- المساهمات : 16
نقاط : 36288
تاريخ التسجيل : 27/01/2021
مناجاة مغترب
الخميس يناير 28, 2021 8:34 pm
بقلم : مزروح حنين
ليلة بيضاء حلت عليّ اليوم ،ودّعني الكرى وجهزت جفوني نفسها للمبيت مستيقظة ،حتى الوسادة أبت أن تمتص أفكاري ،أما السرير كان يتألم لحركاتي اللاإرادية تارة شمالا وتارة يمينا ،ثم تهب نسائم الوحشة والوحدة ،أطياف الحنين تعانقني،ظلام دامس في الغرفة كظلام داخلي ،أي اشتياق انتابني ،لم أكن على دراية أني سأشعر يوما ما بهذا الشعور المؤلم ،ما أصعب البعد عن الأوطان ،كالطيور نحن حين تغادر أوكارها ثم تعود ولو بعد حين لأنه ينتابها الشوق الى الوطن ،تقبلة الأم الحنون وذكريات السنون ،أزقة شارع القصبة ،أشعة شمس الربيع ،وثلوج جانفي الباردة ،جلسات الأحبة وضحمات العائلة ..كل هذا له لون وطعم خاص ،هنا ..برودة في الصيف ،وحدة وسط ألوف البشر ،وكآبة تجتاحني رغم بواعث السعادة ..انسلخ الفجر من الدجى وسطعت الأشعة الباردة ،وانسلخت انا من غطائي الموحش ،مهرولا نحو الحقائب ،حملت ذكريات الوجع ،ومسحت الدمع ،ركلت الباب تاركا ورائي ألم الغربة واشتياق الوطن ،راكضا أمام اول مطار ،،حملت التذكرة وغدوت الى بلادي ،كلما سارت الطائرة سارعت دقات قلبي ،وهاهي عوروس البلدان لاحت ورايتها من بعيد تقول :"يا مرحبا ..يا مغترب "،أيعقل أن حب الأوطان يركض خلفنا أيما اتجهنا ..هكذا الإنسان يحن الى التراب الذي ترعرع به ..أن أبقى في وطني أفضل بكثير من العيش وسط ألم الغربة .
ليلة بيضاء حلت عليّ اليوم ،ودّعني الكرى وجهزت جفوني نفسها للمبيت مستيقظة ،حتى الوسادة أبت أن تمتص أفكاري ،أما السرير كان يتألم لحركاتي اللاإرادية تارة شمالا وتارة يمينا ،ثم تهب نسائم الوحشة والوحدة ،أطياف الحنين تعانقني،ظلام دامس في الغرفة كظلام داخلي ،أي اشتياق انتابني ،لم أكن على دراية أني سأشعر يوما ما بهذا الشعور المؤلم ،ما أصعب البعد عن الأوطان ،كالطيور نحن حين تغادر أوكارها ثم تعود ولو بعد حين لأنه ينتابها الشوق الى الوطن ،تقبلة الأم الحنون وذكريات السنون ،أزقة شارع القصبة ،أشعة شمس الربيع ،وثلوج جانفي الباردة ،جلسات الأحبة وضحمات العائلة ..كل هذا له لون وطعم خاص ،هنا ..برودة في الصيف ،وحدة وسط ألوف البشر ،وكآبة تجتاحني رغم بواعث السعادة ..انسلخ الفجر من الدجى وسطعت الأشعة الباردة ،وانسلخت انا من غطائي الموحش ،مهرولا نحو الحقائب ،حملت ذكريات الوجع ،ومسحت الدمع ،ركلت الباب تاركا ورائي ألم الغربة واشتياق الوطن ،راكضا أمام اول مطار ،،حملت التذكرة وغدوت الى بلادي ،كلما سارت الطائرة سارعت دقات قلبي ،وهاهي عوروس البلدان لاحت ورايتها من بعيد تقول :"يا مرحبا ..يا مغترب "،أيعقل أن حب الأوطان يركض خلفنا أيما اتجهنا ..هكذا الإنسان يحن الى التراب الذي ترعرع به ..أن أبقى في وطني أفضل بكثير من العيش وسط ألم الغربة .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى