ضميـر نائم

بقلم : مزاري دنيا

حُزن مشى في الوريد يوم الفراق ، فراق الحق والعدل وظهور الخداع والنفاق حينها ، دماء الأطفال تراق في الآفاق ، قطفوا الأزهار في الربيع فكانت بداية المأساة.

دفنوها قبل الميلاد فتفاقم وجع الأمهات ، كل الشموع انطفأت بغير ذنب فسالت الدموع ، من دون ذنب .

قُتلنا يا أماه ، دون قلب بلا إنسانية ، وحوش بشرية خطفوا البراءة فرحلت آمالنا المستقبلية ، سلبتم طيورنا فمن يُغرد بعدها ،اتهمتم الجاني " بمريض نفسي "وأنا أقول أن كل مافي كتب الطب النفسي لن يكفي بنعتهم به، أصبحوا هم المثقفون ونحن المنحرفون ...لا أحد يستمع يا أمي ، فالقضاة معقدون والشهود مُرتشون وقرار الإدانة صادر قبل الصدور ، أمي اليوم قاتل البراءة يُحكم عليه بالبراءة !!
لا أحد يفهم البراءة ، أظن أنني أعيش في مدينة لا تحب الأطفال ولا تعترف بهم ...انا من مدينة خشينة القلب ...خشينة العواطف...خشينة اليدين ...من كثرة ما ابتلعت من مسامير ... أنا من مدينة جليدية الأسوار من البرد .
إذن ندعكم لله ربُّـــنا فأنتم حقا لاتستحقون السجن ولا الإعدام ، رجال أُعدموا قبلكم وسُجنوا وشكرتهم الأقلام ، كلماتي قد ملأتها الأوراق كندائي الذي سيدوي في الآفاق ،إسيقظوا وإرفعوا وإسمعوا النداء المشتاق للعدل والإنفاق في سبيل النصر والتضحية للأرواح ، إستيقظوا وتذكروا جزائكم عن تقصيركم يوم ذهاب الأرواح ، إستيقظوا وتذكروا أن الظلم فان وإن الحق هو الباق.

اغتلتم قصيدتنا اليوم فعلا...عنوانكم الإساءة تُخطئون وكلنا نخطئ....فلماذا البراءة ؟