- خولة سعيدان
- المساهمات : 10
نقاط : 36332
تاريخ التسجيل : 25/01/2021
علمني كيف أعيش؟
الثلاثاء يناير 26, 2021 11:31 pm
عنوان القصة :علمني كيف أعيش ؟
على سرير مزدوج الألام، وفي غرفة باهتة الألوان لاحياة فيها سوى المرض ، بجانبي طاولة بها أشياء زعموا أنني بحاجتها بعض الأقراص، ومشطا، وقاروة ماء، وبضعة أوراق وقلم، وعلى يساري نافذة تطل على حديقة المستشفى...، وها أنا مقيدة صافعة أفكاري من جديد، ووجهي شاحب اللون بسبب تلك المسكنات التي أتلقاها كل ثلاث ساعات وذاك الأنبوب التنفس دوما يواكب حركة شهيقي ونبراته ، فخيبرني الأطباء، ويكاد كلهم يجزمون أنه يهدأ من وضعي كيف يهدأني، وأنا لا أتحسن أبدا؟ وحالتي تسوء يوما بعد يوم...،فأشعر بالعذاب كلما بزغ عليَّ فجر جديد من تلك النافذة وأشعة الشمس تنسج خيوطها على جبهتي ،وذاك العصفور الصغير الذي أشكو له نحيبي، وقصتي كل يوم أعيشه في تلك الغرفة... لازلت على ذاك السرير معذبي، ومهلكي مللت منه، وهو لم يمل يشعرني بأنني عاجزة وضعيفة، والأسلاك المكبلة بها كأنها أفاعي لا تتركني بحالي، فسألت ذات يوم الطبيب كم بقي عندي وقت للأنتهي ؟! فأنا لا أتحسن، ولماذا لا تنهون حياتي؟! أنا أتعذب لم تعد لي طاقة لتحمل ...
_بعيون ذابلة يجيب الأعمار بيد الله آنستي تفائلي لا تيأسي واجهي من أجل عائلتك وأحبائك أنت لازلت في عنفوان شبابك ينظر لي وكله أمل عملنا أن نبقيك حية ولكي تساعديننا كافحي من أجلك أنتِ هل أخبرك بالسر ربما يهمك أكثر أنتِ بالذات، ولكن لا تخبري أحدا بضحكة خجولة ترتسم على شفاهه الدواء مجرد نسبة ضئيلة للشفاء شفاءك الحقيقي موجود داخلك أنت باليقين، والدعاء، والتفاؤل والأمل، بإذن الله ستشفين عزيزتي، وآخر شيء كوني عاقلة يا جميلة فلقد وصلتني شكاوى عدة من الممرضين أنك لا تتدعينهم يقمونا بعملهم، ولا تتناولين دوائك هذا تصرف لا يليق بك، وبصوت خفيف مطأطأة رأسي خَجِلتُ من تصرفاتي ...
_آسفة يادكتور...
يتابع ضحكته يبدو أنكِ محظوظة سأتابعك أنا شخصيا يامشاغبة !
وأنا كلي تعجب، وكل المشاعر اختلطت داخلي...، ياله من دكتور بكلامه جعلني أشعر؛ وكأنني ولدت من جديد، وقلبي الذي لم أكن أشعر بنبضه منذ أشهر أسمع دقاته الآن.
_مالذي يحدث لي كيف إستطاع أن يشعرني بطعم الحياة؟ عباراته تلك وعيناه اللتان تشعان دفئا؛ لا يزال صدى صوته يدوي في أذني، وفي سائر جسدي أرغب بالعيش؛ أريد أن أحقق كل أمنياتي لن يهزمني هذا المرض الخبيث؛ سأكافح من أجل طموحاتي، وأتابع دراستي الجامعية؛ كنت أريد أن أصبح كاتبة مشهورة لذلك قررت أن أكتب معاناتي مع مرضي لتكون أولى خطواتي نحو الكتابة، وأيضا لتكون عبرة لمن هم مثلي مستسلمين، وخاضعين لليأس على أن يحاربوا بأقصى قواهم، وأن لا يستسلمو للمرض...
بقلم خولة سعيدان
البلد الجزائر
على سرير مزدوج الألام، وفي غرفة باهتة الألوان لاحياة فيها سوى المرض ، بجانبي طاولة بها أشياء زعموا أنني بحاجتها بعض الأقراص، ومشطا، وقاروة ماء، وبضعة أوراق وقلم، وعلى يساري نافذة تطل على حديقة المستشفى...، وها أنا مقيدة صافعة أفكاري من جديد، ووجهي شاحب اللون بسبب تلك المسكنات التي أتلقاها كل ثلاث ساعات وذاك الأنبوب التنفس دوما يواكب حركة شهيقي ونبراته ، فخيبرني الأطباء، ويكاد كلهم يجزمون أنه يهدأ من وضعي كيف يهدأني، وأنا لا أتحسن أبدا؟ وحالتي تسوء يوما بعد يوم...،فأشعر بالعذاب كلما بزغ عليَّ فجر جديد من تلك النافذة وأشعة الشمس تنسج خيوطها على جبهتي ،وذاك العصفور الصغير الذي أشكو له نحيبي، وقصتي كل يوم أعيشه في تلك الغرفة... لازلت على ذاك السرير معذبي، ومهلكي مللت منه، وهو لم يمل يشعرني بأنني عاجزة وضعيفة، والأسلاك المكبلة بها كأنها أفاعي لا تتركني بحالي، فسألت ذات يوم الطبيب كم بقي عندي وقت للأنتهي ؟! فأنا لا أتحسن، ولماذا لا تنهون حياتي؟! أنا أتعذب لم تعد لي طاقة لتحمل ...
_بعيون ذابلة يجيب الأعمار بيد الله آنستي تفائلي لا تيأسي واجهي من أجل عائلتك وأحبائك أنت لازلت في عنفوان شبابك ينظر لي وكله أمل عملنا أن نبقيك حية ولكي تساعديننا كافحي من أجلك أنتِ هل أخبرك بالسر ربما يهمك أكثر أنتِ بالذات، ولكن لا تخبري أحدا بضحكة خجولة ترتسم على شفاهه الدواء مجرد نسبة ضئيلة للشفاء شفاءك الحقيقي موجود داخلك أنت باليقين، والدعاء، والتفاؤل والأمل، بإذن الله ستشفين عزيزتي، وآخر شيء كوني عاقلة يا جميلة فلقد وصلتني شكاوى عدة من الممرضين أنك لا تتدعينهم يقمونا بعملهم، ولا تتناولين دوائك هذا تصرف لا يليق بك، وبصوت خفيف مطأطأة رأسي خَجِلتُ من تصرفاتي ...
_آسفة يادكتور...
يتابع ضحكته يبدو أنكِ محظوظة سأتابعك أنا شخصيا يامشاغبة !
وأنا كلي تعجب، وكل المشاعر اختلطت داخلي...، ياله من دكتور بكلامه جعلني أشعر؛ وكأنني ولدت من جديد، وقلبي الذي لم أكن أشعر بنبضه منذ أشهر أسمع دقاته الآن.
_مالذي يحدث لي كيف إستطاع أن يشعرني بطعم الحياة؟ عباراته تلك وعيناه اللتان تشعان دفئا؛ لا يزال صدى صوته يدوي في أذني، وفي سائر جسدي أرغب بالعيش؛ أريد أن أحقق كل أمنياتي لن يهزمني هذا المرض الخبيث؛ سأكافح من أجل طموحاتي، وأتابع دراستي الجامعية؛ كنت أريد أن أصبح كاتبة مشهورة لذلك قررت أن أكتب معاناتي مع مرضي لتكون أولى خطواتي نحو الكتابة، وأيضا لتكون عبرة لمن هم مثلي مستسلمين، وخاضعين لليأس على أن يحاربوا بأقصى قواهم، وأن لا يستسلمو للمرض...
بقلم خولة سعيدان
البلد الجزائر
Admin يعجبه هذا الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى